منبر إعلامي متجدد يهتم بشؤون وقضايا جهة الصحراء
trono

السمارة تحتضن إفريقيا: ندوة قارية ترسم ملامح عدالة تعيد للإنسان الإفريقي اعتباره

إضافة: متابعة

في إطار احتفالات المملكة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، احتضنت مدينة السمارة، اليوم الخميس، أشغال الندوة القارية الرفيعة التي نظمها الاتحاد الإفريقي تحت شعار: “العدالة للأفارقة وللأشخاص من أصل إفريقي من خلال آليات الجبر والتعويض”. وقد أقيمت هذه الفعالية بالمركز الثقافي الشيخ سيدي أحمد الرݣيبي، بحضور وفود رسمية وأكاديمية رفيعة المستوى من مختلف الدول الإفريقية والشتات.

الندوة، التي تزامنت مع تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على قضايا العدالة التاريخية والإنصاف والتعويض، ومناقشة سبل استعادة الكرامة الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.

افتتحت الجلسة الرسمية بعزف النشيد الوطني المغربي، تلتها كلمة السيد عامل الإقليم الذي رحب بالوفود المشاركة، مؤكداً أن احتضان السمارة لهذا اللقاء يعكس التزام إفريقيا الجماعي بتعزيز قيم العدالة والمصالحة، وبناء قارة متماسكة قائمة على الحوار والتضامن.

وفي السياق ذاته، عبر رئيس المجلس الإقليمي للسمارة عن اعتزازه باختيار المدينة لاحتضان هذا الحدث القاري، معتبراً أن انعقاده في ذكرى المسيرة الخضراء يجسد وحدة المصير الإفريقي، ومؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تمثل خياراً واقعياً ومنصفاً لحل قضية الصحراء في انسجام مع مبادئ الاتحاد الإفريقي.

من جهته، أكد رئيس جماعة السمارة أن موضوع العدالة للأفارقة يتقاطع مع قيم الوحدة الوطنية والسيادة الترابية للمملكة، داعياً إلى جعل هذه الندوة موعداً سنوياً لتبادل التجارب والخبرات في مجالات العدالة والمصالحة والتنمية.

كما شددت السيدة فاطمة سيدة، رئيسة جماعة أمݣالة، في مداخلتها، على أن المسيرة الخضراء كانت نموذجاً فريداً للعدالة السلمية والمصالحة الشعبية دون عنف، معتبرة أن تحقيق العدالة في إفريقيا يقتضي الاعتراف بالظلم التاريخي والانفتاح على مسارات التنمية الشاملة.

وتخللت الندوة جلسات علمية تناولت موضوعات الذاكرة التاريخية، والعدالة الانتقالية، وتجارب المصالحة في إفريقيا ومنطقة الكاريبي، بما يعزز قيم المسؤولية المشتركة وبناء مستقبل قائم على الإنصاف والكرامة.

واختتمت أشغال اللقاء بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الإفريقي في مجالات العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وترسيخ دور المغرب كفاعل محوري في دعم مسار العدالة والمصالحة القارية.

بهذا الحدث الفكري البارز، جمعت السمارة بين الذاكرة الوطنية المغربية والذاكرة الإفريقية الجماعية، في رسالة رمزية تجسد روح التضامن والوحدة التي ألهمت المسيرة الخضراء، وتؤكد انخراط المملكة الفاعل في مسار العدالة الإفريقية الشاملة.