مصطفى يخلف: عامل إقليم السمارة نموذج رجل السلطة التنموي في الأقاليم الجنوبية
إضافة:
أكد المحامي بهيئة أكادير وعضو جمعية “عدالة”، مصطفى يخلف، أن عامل إقليم السمارة يمثل اليوم نموذجا متميزا لرجل السلطة التنموي في الصحراء المغربية، بما يجسده من التزام فعلي بمبادئ النموذج التنموي الجديد، وبما يقدمه من تصور حديث لتدبير الشأن المحلي قائم على القرب والمواكبة والمبادرة.
وأضاف يخلف أن مدينة السمارة، باعتبارها القلب النابض للأقاليم الجنوبية، تجمع بين موقع استراتيجي فريد يربط شمال المغرب بعمقه الإفريقي، واستقرار أمني واجتماعي راسخ، يجعل منها اليوم فضاء مثاليا لتجسيد رؤية المملكة في تنمية أقاليمها الجنوبية. كما تشتهر المدينة بإرثها الثقافي الحساني الغني، الذي يعكس أصالة الثقافة الصحراوية المغربية المتجذرة في قيم الشعر والفروسية والحرف التقليدية.
وأشار المحامي يخلف إلى أن مدينة السمارة استفادت خلال السنوات الأخيرة من دعم نوعي في بنيتها التحتية، شمل الطرق الوطنية الرابطة بينها وبين العيون والداخلة وطاطا، ومطارا إقليميا يربطها بباقي جهات المملكة، إلى جانب تطور في شبكات الكهرباء والماء والاتصالات، وازدهار مؤسسات التعليم العالي والتكوين المهني، وفي مقدمتها كلية الشريعة التي تعتبر منارة علمية على مستوى الصحراء المغربية.
وأوضح يخلف أن العامل الحالي لإقليم السمارة أطلق مقاربة تنموية تقوم على الانتقال من التدبير الإداري التقليدي إلى ما سماه “هندسة التنمية المندمجة”، وهي رؤية تسعى إلى تحويل الإقليم إلى منصة اقتصادية وثقافية منفتحة على المجالين الوطني والإفريقي، مستندة إلى قيم المسؤولية والنجاعة والتواصل المباشر مع المواطنين.
وفي هذا السياق، أشار يخلف إلى سلسلة من المبادرات المبتكرة، وعلى رأسها اتفاقيات التوأمة التي أبرمها إقليم السمارة مع عدد من المدن الإفريقية مثل دكار ونجامينا ونيامي وبورتو نوفو وتومبكتو وواغادوغو، إضافة إلى توأمات أخرى مع مدن أمريكية كميامي الشمالية وأورلاندو وأوكلاند والساحل الشمالي وميبلطون، ومع مدينة فجاياوادا بالهند.
واعتبر يخلف أن هذه الشراكات تمثل جسورًا دبلوماسية وتنموية موازية، تسهم في ترسيخ صورة الصحراء المغربية كفضاء استقرار وتعاون دولي.
كما أبرز المبادرة الرائدة المتمثلة في اتفاقية إنجاز وتمويل منطقة الأنشطة الاقتصادية بالسمارة، التي تروم خلق نسيج استثماري محلي وتشجيع المقاولات الناشئة وتوفير فرص الشغل للشباب، في إطار رؤية تهدف لتحويل المدينة إلى قطب اقتصادي تنافسي ضمن أقاليم الجنوب.
وأشار يخلف إلى أن عامل الإقليم يتميز بحضور ميداني مستمر، حيث يتتبع أوراش التنمية عن قرب، ويشارك بانتظام في مختلف الأنشطة الرسمية والمجتمعية، ويتواصل بشكل مباشر مع المنتخبين والمواطنين دون حواجز بروتوكولية، في تجسيد فعلي للمقاربة التشاركية الجديدة بين الإدارة والمجتمع المدني.
وختم الأستاذ مصطفى يخلف تصريحه بالتأكيد على أن عامل إقليم السمارة يجسد اليوم ملامح رجل السلطة المغربي في عهد جديد من الحكامة الترابية، بصفته ممثل الدولة ورجل الميدان وشريك الفاعلين المحليين، يجمع بين الانضباط المؤسساتي، والانفتاح الإنساني، وتنفيذ التوجيهات الملكية السامية بروح من الالتزام والتفاني في خدمة الوطن والمواطن.
