منبر إعلامي متجدد يهتم بشؤون وقضايا جهة الصحراء
trono

لله درك أيها العامل بوتوميلات

إضافة: مدير الموقع

إن الذي يتميز به عامل السمارة إبراهيم بوتوميلات عن بقية الأخرين، ليس روح المبادرة فقط، أو الجرأة في إتخاذ القرارات، الذي يتميز به العامل بالضبط هو الشهامة..نعم الشهامة كخصلة تعني في مجملها القدرة على تحمل المسؤولية وعزة النفس وحرصها على فعل الأمور العظيمة التي تذكر بالجميل لما تتركه من أثر في قلوب الناس وخصوصا أهالي وساكنة السمارة الذين تمكن، إبن تافراوت، من كسب محبتهم وإحترامهم النابع من غيرته الحقيقية على الإقليم، ولدرجة يمكن معها القول أنها تتجاوز غيرة غالبية أبناءه ومنتخبيه ما دام “التحمجي” في أخر المطاف تترجمه الأفعال على الأرض..وليس الأقوال أو الابتسامات الفارغة أو الأكاذيب والشعارات الرنانة.

وهنا دعونا نكون صرحاء، في أن الاشكالية التنموية بالسمارة لم تكن بسبب موقعها النائي، أو بسبب تردي وضعف الخدمات..ولا حتى دور الصفيح التي أصبحت من الماضي، إنما الاشكالية الوحيدة التي ظلت تواجهها السمارة هي “العقل الباطن”…نعم عقل منتخبيها الباطن وعقلية فاعليها ومدبريها.

فالعقل الباطن هو جزء من اللاوعي يضم ذكريات وتجارب ومعتقدات، تؤثر على السلوك وطريقة إتخاذ القرارات والتي على إثرها ذهبت السمارة ضحيتها دون أن ننتبه على أساس أنها مدينة حدودية وميؤوس منها، وأنه لا حظ لها من التنمية أو الفرص الاستثمارية والاقتصادية، وهكذا مما كان عقل منتخبيها الباطن يحدثهم بها ويثبطهم لسنوات..

أي قبل مجيئ بوتوميلات الذي يعتبر له الفضل الكبير في إيقاظ هذا العقل الباطن طوال الإثنى عشر شهرا الماضية من خلال ديناميته الملحوظة ومزجه بين تقنيات ومهارات مبنية على تكرار الإشارات الإيجابية وبرمجته لأفكار جديدة بداخل هذه العقول الباطنة إنطلاقا من مقاربته في الاشتغال والتنسيقات المحكمة التي يقودها في التدبير وفتحه لعدة ملفات وقضايا كان البعض عاجزين عنها، أو قل محرجين منها أو قل متواطئين ضدها خفية وهم كثيرون…

هذا من جانب، أما من جانب أخر فإن مناسبة هذا الحديث هو تصريحات العامل بوتوميلات قبل يومين بخصوص السمارة من حيث رمزيتها وتاريخها وأفاق ربطها المجالي والقاري، ومن حيث أحقيتها في المزيد من التنمية ومن حيث إحتفالاتها الإستثنائية المخلدة للمسيرة الخضراء، ومن حيث كذلك طابع السمارة الروحي عبر خصوصيتها بزواياها الصوفية سيما زاوية (الشيخ سيدي أحمد الركيبي) التي أكد العامل بوتوميلات في كلمته التأطيرية على ضرورة صيانتها وتأهيلها وغيرها من أشكال العناية التي دعا إليها منتخبي المنظومة المحلية من حفدة القطب الرباني.. كما دعوناهم نحن إلى ذلك في زمن حميد النعيمي من أجل النهوض بها دون رد ولا مجيب.

والمشكل،، أن هناك تناقض صارخ في النظر لهذه الزاوية بالتحديد، تناقض بين تصريحاتهم لصالح الزاوية قصد دغدغة المشاعر كل مرة دون تحريك ساكن، وبين واقع هذه المعلمة الصوفية ما دام “التحمجي” باخر المطاف وكما أسلفنا تترجمه الأفعال وليس الأقوال أو التصريحات الاعلامية الفضفاضة، وهنا بالضبط سيكمن مقياس الجرأة لدى بوتوميلات، جرأة رجال الدولة في تحويل هذه الزاوية إلى مجح ووجهة بمعايير وهندسة عصرية تتوافق مع حجم ومكانة هذا القطب الرباني كشخصية منحدرة من بيت إدريسي شريف تمخضت عنها قبائل الركيبات التي توسع إمتدادها الجغرافي والثقافي من المغرب نحو السينغال ومالي متجاوزا بذلك الحدود الموريتانية والجزائرية على السواء.

وكما نعلم أن وزارة الداخلية هي المسؤولة أمنيا وسياسيا عن المنطقة، لذا فإن أي نهوض بزاوية الشيخ سيدي أحمد الركيبي من شأنه تقوية الموقف المغربي في العمق إتجاه نزاع الصحراء، وكذا الخروج بالسمارة وطبقتها السياسية والمجتمعية من تلك المنطقة الرمادية وأيضا ركودها طوال 50 سنة الماضية بافق إفتتاح معبر أمكالة الذي تبدو مؤمنا به أيها العامل أكثر منا، والذي ستكون الزاوية خلاله طريقا باتجاهين أي عبور كذلك للأفكار والطرق الصوفية وجذب المريدين خصوصا من الزاوية التيجانية بمالي ودول غرب إفريقيا نحو زوايا السمارة وأضرحة أوليائها الكمل المتصلين مع النسب النبوي الشريف ومكانته الكبيرة لدى متصوفة إفريقيا إنطلاقا من الروابط والتعلق بإمارة المؤمنين العلوية.

وعلى هذا الأساس لا يسعنا القول سوى لله درك أيها العامل إبراهيم بوتوميلات على كل تصريحاتك ووجهة نظرك بخصوص زاويا السمارة لا سيما زاوية الشيخ سيدي أحمد الركيبي باعتبارك أحد أبناءه الذين لم يلدهم وأحد أحفاده البررة بحيث ندعوك فضلا أن تذبح ذبيحتك على ما شئت من قبائل الركيبات كلهم سواء وذلك بهدف الانتساب لها ونقترح عليك بحكم طبعك ورباطة جأشك واحدة من ثلاث.. إما السواعد أو أولاد موسى وحبذا التهالات.