داء فقدان الشجاعة السياسية
إضافة: السمارة
ربما لا يشترك منتخبو السمارة وشيوخها في الكثير من الخصال والسمات، بقدر المشترك بينهم في الإصابة بداء فقدان الشجاعة السياسية فيما يتعلق بملف المعبر المرتقب بين أمكالة وموريتانيا، ومدى الخوف أو الحرج الذي أصبح يشكله لهم هذا الترافع عن المطلب الشعبي رغم أسبقيتهم شخصيا في الدعوة إليه من خلال الجماعات الترابية ومجلسي البرلمان منذ العودة من جهة كليميم سنة 2015.
وإذا كانت مخاطبة رئيس مجلس المستشارين جرت الأمس، فإن التوجه اليوم نحو شيوخ ومنتخبي السمارة لأن الكرة بالأساس في ملعبهم، قبل ولد الرشيد وقبل الدولة المغربية العميقة وقبل حتى موريتانيا..بحيث أن الغرفة الثانية الإمتداد المؤسساتي لجماعات الاقليم لن تجري أية تحركات بخصوص المعبر، ولا داعي لها، إذا لم تتم مراسلتها والإلتماس بإلحاح ذلك منها بكل ما يتطلبه الأمر من شجاعة سياسية وبعد نظر في الملف الذي سيتأثر بعوامل الوقت ومرور الولايات والفرص الانتخابية والتدبيرية السياسية بين أيدينا.
الأمر الذي يدعوا إلى إنتهاز الظرفية الحالية ومقاربة البراغماتية أكثر من أي وقت مضى، بهدف إشراك مجلس المستشارين عبر أعضاءه ممثلي جهة العيون بما فيهم أحمدو دبدا، ودعوتهم الوقوف مع السمارة والإنخراط ولو شفويا..كخطوة ثانية بعد صياغة بلاغ مشترك من طرف التسع منتخبي البنية السمراوية، وبإشراف العمالة، يثمنون خلاله المبادرة الأطلسية ويبرزون أفاقها الإقتصادية على السمارة في ربطها بالمخطط الأطلسي والإفريقي ولأجل تدعيمها تنمويا وإستثماريا كمدينة صوفية منعزلة وحدودية.
وهو مُعطى يستدعي من فاعلي السمارة نقلها من عالمها الخاص إلى العالم الآخر المجاور لها، وتشجيع تصدير هذا النقاش بمعية العامل بوتوميلات وتنسيق شراكة بين مؤسسات المنطومة المحلية تروم تنظيم ندوات مؤسساتية مثلا، تستضيف دكاترة الصحراء وفاعليها والجامعيين من الشمال، ويكون بين مقاصد الندوة هو إثارة ومناقشة أبعاد المعبر مع موريتانيا وأيضا الخروج بتوصيات حول أدوار البوابة في تعزيز أي مبادرة أطلسية وإندماجية وتنموية يفكر المغرب في إطلاقها بجهة الصحراء وما ستشهده من مُكنات سياسية عميقة تعتبر الأولى على الإطلاق.
